القصر

القصر

وسيظل هذا القصر ،الذي  يعتبر من المآثر المعمارية المتفردة بتونس، مقترنا إلى الأبد، باسم وبمصير تلك الشخصية الفذة، التي يعود الفضل إليها في تصوره وتشييده، وهي البارون رودولف ديرلنجي.
واستغرق مشروع البناء ما يزيد عن العشر سنوات (1912- 1922) وكان بمثابة الورشة الحقيقية لإحياء جملة من الحرف التقليدية في مجال البناء والزخرفة. حيث تمّ استجلاب أمهر الحرفيين من تونس بل من المغرب الأقصى أيضا و من مصر – على ما يقال- لإنجاز أعمال النقش على الرخام والنقش عل الجص المعروف محليا بالـ"نقش حديدة" و الخشب المنحوت أو المنقوش أو المطلي. وبالإضافة إلى ذلك استجلب ردولف درلنجي من أوروبّا (فرنسا وإيطاليا) مختصّين في مختلف المرافق من تقنية كهربائيّة وتصريف صحّي وتدفئة.
وتعد عملية تشييد قصر النجمة الزهراء، في حد ذاتها، درسا في فن العمارة، حيث تحاشى البارون، في التعامل مع الموقع الذي أقام عليه قصره، فوق هضبة جبل المنار المشرفة على  خليج مدينة تونس، كل ما يوحي بالتظاهر والتباهي؛ فاقتطع جزء من الهضبة وأسند اليها المبنى.  ونتيجة لهذا الحرص على التخفي والتواضع فان الناظر، انطلاقا من القرية، لا يرى من القصر سوى الحديقة العلوية والسطوح البيضاء التي هي امتداد لهذه الحديقة. وفي المقابل، فان الناظر ،انطلاقا من البحر، يرى الواجهة المرتفعة للمبنى، التي تتميز بجلالها وفخامة بنيانها وبشرفاتها المغلقة، التي تحليها مشربيات زرقاء اللون يعلوها القرميد المطليّ باللون الأخضر. ولعل البارون أراد، من خلال هذا الخيار، التقيد بسمة من أبرز السمات المميزة للبيوت التقليدية التونسية والمغاربية وهي النزوع الى التواضع  والتكتم وتحاشي البهرج الخارجي .وقد يكون ذلك نابعا مما عرف به أهل العلم والأرستقراطيون من نزعة الى التخفي، والبارون واحد منهم، ولعله أيضا يعكس رغبة ديرلنجي الفنان في الانزواء في معتكف بعيدا عن الأنظار.
المجموعات
إنّ أهمّ ما يشدّ الاهتمام في الأشياء التي تؤثّث فضاء النجمة الزهراء تنوع أصولها ودلالتها على الذائقة الانتقائيّة التي يتمتّع بها ربّ المنزل و الذين اعتنوا بالقصر من بعده. وتتوزّع المجموعات إلى أقسام عديدة...
 
 
 

 

© 2014 CMAM. جميع الحقوق محفوظة الموقع من تصميم All Best Services